السلام عليكم و الرحمة والبركة
ها هو طفلك قد كبر ويبدأ يصطدم بما حوله ويتعرف من تجاربه على الخلافات، انها المرة الاولى التي يختلف فيها مع صديقه،
وقد يجهل طفلك، بتجاربه المحدودة معنى الخلاف، ولن يعرف ما هو التصرف الصحيح، لكنك تستطيعين ان تكوني له الدليل.
استمعي له
يأتيك طفلك شاكيا او باكيا او ربما متوعدا، يتكلم عن خلافه مع اعز اصدقائه، في هذه الحالة عليك ان تستقبلي الامر بهدوء وترو، هذا ما تنصحك به الخبيرة التربوية «جانيت فليكس» من مؤسسة الصحة البريطانية. تقول: في ثورة غضبه او دموع حزنه عليك اولا مراعاة حالته وتهدئته، بعض الاطفال قد يكتمون مشاعرهم ولكن ستبدو عليهم مشاعر الحزن وتستطيع الام التمييز، ولمساعدة طفلك او طفلتك عليك اولا بتهدئته لفهم حقيقة الامر ومعرفة التفاصيل.
ابتسمي له فهو يرتاح لابتسامتك ويشعر بالامان وساعديه على الكلام، تكلمي معه ولا تكوني مستمعة فقط.. وان وجدته يتلكأ بعض الشيء فاخبريه قائلة: كل شخص لديه خلافات مع من حوله، اخبريه بان الخلافات تقرب الاصحاب من بعضهم بعضا وتبين طباعهم وافهميه ان الخلافات امور صحية وليس العكس.
من المحق؟
لتعامله الصحيح في هذه الحالة عليه ان يفهم من المخطئ؟ وتصرفه السليم بعد ذلك سوف يوصله الى حل هذا الخلاف، عليه ان يفسر ماذا حدث ليفهم من الذي اخطأ بحق الآخر، لكنه قد لا يستطيع التوصل الى هذا بمفرده، بل لا بد من مساعدتك وهنا يمكنك ان تسأليه عما حدث، بسرده الحكاية، واسأليه المزيد قائلة مثلا: ماذا عن هذا؟ او ماذا عن ذاك؟ لماذا حصل هكذا وماذا فعلت انت له اولا؟ ساعديه ان يفكر معك فغضبه بالطبع سوف يجعله يفكر بأنه المحق وان كان على خطأ.
اذا اكتشفت انه المخطئ
الاعتراف بالذنب فضيلة، هذا اول ما يمكنك ان تعلميه له، فالصحيح ان يعترف بخطئه ويقتنع تماما بانه المخطئ.
اقنعيه ان يذهب الى صديقه ويعتذر، فكلمة آسف من الكلمات الجميلة والتي يحب صاحب الحق سماعها.
علميه ان يكون اعتذاره موازيا لخطئه فلا يبخل ان كان خطأه كبيرا ولا يقدم الكثير ان كان الخطأ بسيطا.
تصحيح الخطأ، فإن كان قد حطم لعبة لصديقه او مزق له دفترا فمن واجبه ان يأتيه بالبديل.
ان تفوه بكلمة ما، عليه ان يعد بعدم تكرار الامر وشجعيه ان يلتزم امامك وامام صديقه بذلك. وعليك ان تفهميه ان امورا وتصرفات كهذه تنعكس على العائلة ايضا، وليس من حسن الخلق ان يسلك تصرفا كهذا.
أنبيه ولكن لا تتوعدي وتعنفي، كوني له الدليل ليتبين الخطأ من الصواب.
اذا تأكدت بأنه المظلوم
وضحي له ان بعض السلوكيات يجب ان تؤخذ بحسن نية فاذا كان صديقه قد اخطأ بحقه فقد لا يعني هذا بأنه يقصد الاساءة اليه.. قولك هذا سوف يهدئه قليلا ويشعره بالاطمئنـان ليـتقبل المرحـلة المقبلة.
علميه ان يفسح مجالا للمخطئ كي يعتذر له فلا يكون متشبثا برأيه.. انصحيه ليكون جريئا، مدافعا عن حقه، لكن بدون تأنيب لصديقه او معاداته.
تكرار الشكوى لبقية الاصدقاء امر غير مرغوب فيه فليتعلم طفلك كيف يكون محافظا على علاقاته بشيء من الخصوصية ولا يشهر بكل ما يتعلق بتلك العلاقة.
الانتقام او فكرة المعاملة بالمثل من الامور التي سيفكر فيها طفلك، ويفضل الا تشجعيه على ذلك، بل عززي لديه معرفة ان مواجهة الاساءة بالحسنى قد تجعل الطرف الآخر يشعر بخطئه ويبادر بالاعتذار.
اذا لم تعد الامور الى مجاريها وبقي طفلك على خلافه مع صديقه، فبامكانك طمأنته، كأن تفهميه ان الحياة تجارب وان خلافه مع احد الاصدقاء لا يعني ان العالم يمتلئ بالخلافات وان علاقته ستتوتر مع الجميع، خلافه هذا سيجعله اكثر دراية بكيفية التعامل مع اصحابه في المستقبل وقولي له هامسة: انك تأكل وتشرب وتنام لتكبر.. والآن تبدأ بالتعرف على الحياة والناس.. فها انت تكبر ايضا.
اتمنى ان تكونو قد استفدتم ... كل التحايا.