يا لها من كلمة عظيمة تحمل بين طياتها معاني سامية تشعرنا جميعا بقيمة المرء و مكانته ..
الكرامة إحدى الاعمدة الرئيسية لشخصية الانسان
و دونها يفقد الانسان إنسانيته .. !
و قد قـآل الله تعالى : (( وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ
من هذه الآيـة نفهـم أن الكرامـة هـي جـوهـر
الشخـص و أغلـى مـاعنـده
وأن كـل شخـص خلـق مكرمـآ
لكن مانراه فـي هـذا العصـر ان الانسـان يبيـع كرامتـه مقابـل
أشيـاء بسيطـة و ربمـا تكـون تافهـة الا مـن رحـم ربـي.
فهـل حقـاً ولـى زمـن الكـرامـة ؟!!
سـؤال كأسئلـة أخـرى لطـالمـا تبادرت الى ذهنـي
فـلا أستطيـع الاجـابـة عنهـا و لا أجـد أي تفسيـر لها!!
فبينما كنت آخذ جولة بين أحياء هذا العالم الواسع
و اقلب صورا معبرة حفظها التاريخ و رسخها في سمائه ، افتقدت يا للخيبة لهذا المعنى الراقي للكلمة العظيمة : " الكرامة "
بل و لم القى لها سوى أشلاء منتثرة هنا و هناك ..
ذرفت دموع الحزن لوفاة هذه القيمة العظيمة التي لطالما اتخذتها مبدءا في حياتي و في الوقت ذاته علمت ان الأسوأ في طريقه إلينا ..
فأي مصير هذا الذي ننتظره من سلوك طريق الضياع .. !!
و لنتمعن جيدا في حالنا .. ترى أين الصلة التي كانت تربط الجار بجاره و
أين المحبة الصادقة التي كانت تعم القلوب صغيرا و كبيرا ... ؟
أين ترى اختفى ذاك القلب الرؤوف و الكريم الذي لا يبخل على محتاج و لا يبغى سوى المصلحة للاخرين ؟!
لا شيء من هذا ظل في مجتمعنا ،
فاليوم صار الانسان يدعس على كرامته دعسا من أجل المال أو غيره من مصالحه الشخصية ، لا يهمه هذا أو ذاك ،
حتى و ان اضطر أن ينتهك حقوق أخاه أو أن ينهب مال غيره
إنه العمى الذى أعمى بصيرته فأفقده القدرة على الرؤية ، رؤية النور
و الإحساس و إدراك المبادئ
كل هذه أمور لم تعد ضمن قاموسه , نعم و كيف لا و هو لم يعد يراها أمامه و لا يطيق لها وجود !