ها أنا ذا ..!
أعود لذات النقطة التي بدأنا منها
لأبحث عن فرحٍ مفقود
عن بارقة شوق تحل قيد الجفاء الذي حل بلغتنا
ضللت طريقي إليك وإلي وإلى نقطة ألتقيك بها
هذا هو الحزن حين يخترقنا بدون مقدمات
كبالون يوشك أن ينفجر في رئتي ويشرقني
بهواء مشبع بالوجع
أتلمس في الظلمة وجهي وأدعي أني بخير
فتكذبني تجاعيد الخوف على جبيني
أنا خائفة منك وعليك
وخوفي يعزلني في ركن قصي شديد الحلكة
لاشيء معي إلا زرقة قديمة متآكلة الأطراف
أسجل على ظهرها خيباتي وعجزي في أن أكون
أفضل العاشقات
ها أنا ذا من جديد
أبحث عن مشاعري في حديث الغرباء
كغريقٍ مهشم الآمال يستنجد بحطامِ المراكب والأخشاب الضالة
في لججِ البحر الغريق
يؤلمني جداً هذا الليل
فكيف أستبدله بفجر يهدهد فزعي
أو كيف أستبدله بنسيان
أو بك ...!
لماذا يتآمر هذا الليل معك دائماً..!
لماذا يرغمني على التفكير بك ..!
آهٍ لو تدرك كم رجفة تعتريني كلما مررت
بقلبي المعطوب
أحببت كما يحب الفقير الخبز
فلماذا تعيدني إلى عجاف السنين
أعاني حبك والجوع ...!
ها أنا ذا أرتدي حلة الحب القديم ..
والشوق القديم..
أتدحرج على سلالم الحنين
كلما حاولت الصعود إليك
وكلما حاولت الصعود إليك
باغتتني أحلامنا الطويلة .. وأحاديثنا
وخلافاتنا .. وتخليك عني .. وقسوتك علي
فأجس أنفاسي ونبضي لأتأكد أني على قيد الهوى
وأني لم أمت بعد فيك
منقول