السلام عليكم
جاء على صفحات جريدة الشروق اليومي هذا العنوان، فأردت أن اطرحه للنقاش...
تعرض شيخ في الـ56 من عمره بعين الطويلة بولاية خنشلة إلى اعتداء من طرف ابنه البالغ من العمر 22 عاما الذي قام بشتمه وسبّه قبل أن يلحق به إلى السوق الأسبوعي حيث قام بضربه أمام مرأى المتسوقين، فقط لأنه قام برفض إعطائه مبلغ 50 دج
وبولاية بسكرة، اعتدى شقيقان على والدهما بواسطة قضيب حديدي وعصا خشبية حيث ألحقا به جروحا خطيرة منها رضوض بساعده الأيسر وانتفاخ مع خدوش بمعصم اليد اليسرى بسبب محاولة استخدام السيارة العائلية، وتنازل الوالد الضحية عن المتابعة القضائية. كما تعرض شيخ إلى الضرب بواسطة عصا خشبية على يد ابنه وزوجته التي تجرّأت على ضربه بحزام جلدي على ظهره، وسبق للضحية أن أودع شكوى ضد ابنه الثاني مرفوقا بشهادة طبية أثبتت عجزا لمدة 10 أيام نتيجة اعتداء عليه بواسطة قارورة. وسجلت بولاية أدرار قضية مماثلة كان ضحيتها أب حاول الدفاع عن كنّته التي تعرضت للضرب والشتم من زوجها، وكانت نتيجة تدخل الوالد: لكمات على مستوى الذراع الأيمن والعنق إضافة الى الشتم والسب... هي عينات من القضايا التي عالجتها مصالح الدرك الوطني خلال الأشهر العشرة الأولى وبلغت، استنادا إلى تقرير صدر عن خلية الاتصال متوفر لدى »الشروق اليومي«، 310 قضية تتعلق بالاعتداء على الأصول خلفت 335 ضحية ضرب وجرح عمدي منهم آباء وأمهات تعرّضن للضرب المبرح المؤدي الى عاهة وعجز غالبا من طرف أبنائهم منهم قصّر تقل أعمارهم عن 18 عاما وحتى كناتهم.
ويعرف هذا النوع من الإجرام تفاقما، مما يعكس تفكك الخلية الأسرية عندما تصبح الضحية الأم أو الأب العجوز الذي يتعرض لكل أشكال العنف اللفظي والجسدي. ولفت التقرير الانتباه إلى خطورة الظاهرة بتسجيل ارتفاع بـ60 بالمئة بالنسبة لعدد القضايا المعالجة التي تمثل فقط التحقيقات التي تمت استنادا على الشكاوى المودعة، فيما يبقى »الرقم الأسود« مجهولا نظرا لالتزام العديد من الضحايا الصمت خوفا من الانتقام والفضيحة وأحيانا لأسباب عاطفية.
وأفاد التقرير أن 84 بالمئة من الاعتداءات تمّت دون استعمال السلاح الأبيض أو السلاح الناري مقابل 16 بالمئة تمت باستخدام »مختلف الوسائل«.
ولاحظ التقرير أن سطيف تأتي في الصدارة من حيث الاعتداءات والمتورطين، على الرغم من أنها من الولايات المحافظة، مما يثير تساؤلات حول خلفية انتشار هذه الجريمة وسط عائلاتها. وتليها العاصمة ثم بجاية وبعدها وهران... لكن الظاهرة مسّت أغلب ولايات الوطن بدرجات متفاوتة وهو مؤشر خطير على أن »أسرنا ليست بخير والأولياء ليسوا في أمان«. وسجلت اعتداءات بالبويرة، غليزان، البيض، الوادي، الأغواط، سوق أهراس، المدية وولايات أخرى تعرف ظاهرة إجرامية محدودة.
أما المتورطون، فهم الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما إضافة الى قصّر تقل أعمارهم عن 18 عاما، كما سجل اعتداء كهول على أوليائهم وعندما يكون عمر الجاني أكثر من 44 عاما، فإن أحد الوالدين الذي يكون ضحية اعتدائه يمكن أن يتجاوز عمره السبعين(...). وكانت مصالح الدرك قد أوقفت 77 كهلا خلال 10 أشهر لتبقى كل الفئات العمرية متورطة في أبشع جريمة، لأن الأمر يتعلق بـ»أمي« أو »أبي«، وهو ما دفع المشرعين إلى تشديد العقوبات التي قد تصل الى الحكم بالإعدام، وكان 205 شخص قد أودعوا الحبس في هذه الفترة بعد إدانتهم.
قال الله تعالى .ووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته امه كرها ووضعته كرها '
أسيرة الشوق