سؤال ... ماذا تفعل .. عندما تقف وجها لوجه .. مع شخص دمر جزءا كبيراً من حياتك ....

السلام عليكم.....

إخواني أين مساهمتي..........

cakouAngel كتب:

السلام عليكم.....

إخواني أين مساهمتي..........

و عليكم افضل السلام

اولا نرحب بك اختا كريمة بيننا و نشكرك على انضمامك لهذا التجمع الفتي.
نعم مثلك انا لاحظت غياب مساهماتك اظنه خطأ لا غير ... كما اظنه لن يتكرر.
تقبلي شديد اسفي .

اجمل التمنيات بالموفقية.

عزيزي عاشق المستحيل اشكرك جزيل الشكر على مساهماتك الرائعة بالمنتدى لانك اضفت طابعا جديدا له

سؤالك اخي اجابته صعبة لاننا مثل ماقلت انت نحن بشر ومن الصعب ان تسامح بصفة كلية من ظلمك وخصوصا اقرب الناس اليك لهذا فانا ارى ان المحاشاة هي افضل وسيلة للرد على اذيته يبقى احتساب الله في اذيته اهدى السبل
نسال الله الهداية

تحياتي

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان
الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم

سلام
خير الكلام ما إفتتح بالسلام و الصلاة على النبي المختار صلى عليه الله و على آله وصحبه ومن والاه و سلم تسليما كثيرا.

حين نقرأ هذه الأسئلة للوهلة الأولى تقفز من ذاكرتنا مواقف كثيرة مررنا بها و آلمنا ما بدر من أهلنا و أصدقائنا و أقرب الناس إلى قلوبنا.
ينتابنا مزيج من الألم و الحسرة ثم آخر من الحقد و الكره ثم ثالث من حب الإنتقام و رد صاع صاعين فالعين بالعين و البادىء أظلم.
و يتصاعد الغضب بداخلنا، و تغلى الدماء فى عروقنا،وتتصادم كلمات الإنتقام و رد الإعتبار على أطراف لساننا.
و عن يميننا نفس أمارة بالسوء تزيد المزيج من نكهتها القوية و عن شمالنا شيطان رجيم يضحك و يرتقب بعد أن تملكنا الغضب و احمرت وجوهنا وتطاير الشر من أعيننا.

نفعل هذا وهم غائبون عن أنظارنا فلك الحمد ربي.
ربي لا تجعل الإنتقام و الجفاء طريقنا ولا الغضب موقف لنا و أعنا على أنفسنا فإنها أمارة بالسوء حتى لا نقابل السيئة بالسيئة و لا الجفاء بالجفاء، و أجعلنا من الكرام الذين يفعلون ما يأمرون و يدفعون السيئة بالحسنة.

فالدفع بالحسنى أو بالتى هي احسن فضيلة إسلامية جليلة لا يعرف قدرها و أثرها إلا الأخيار من الناس و الدفع بالحسنى خلق مجيد من أخلاق القرآن يحث صاحبه على أن يعامل الناس أطيب معاملة و أن يلقاهم أحسن لقاء و أن يقابلهم بالجميل حتى و لو أساءوا إليه و أن يحتمل منهم ما يبدر عنهم من هفات قابلة للإحتمال.

يقول الله تعالى فى سورة فصلت الآية 34.35: **ولا تستوي الحسنة السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم **و ما يلقاها إلا الذين صبروا و ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم**

إن الفرق عظيم بين هذه و هذه لذلك فهما لا تستويان أبدا فعليك أن تدفع الذى أساء إليك بالإحسان إليه وألا تقابل السيئة بمثلها ولا تتبع وساوس الشيطان. وأنت إذا أحسنت إلى من أساء إليك قادته تلك الحسنة إلى مصافاتك و محبتك والحنو عليك، حتى يصير كأنه صديق حميم أي قريب إليك من الشفقة عليك و الإحسان إليك.

و هذه فضيلة لا يؤدي حقوقها إلا من كان صاحب نصيب وافر من التوفيق و السعادة فى الدنيا و الآخرة أمر الله المومنين بالصبر عند الغضب و العفو عند الإساءة فإذا فعلوا ذلك عصمهم من الشيطان و خضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم.

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:** اتق الله حيثما كنت، و أتبع السيئة الحسنة تمحها، و خالق الناس بخلق حسن**

على الإنسان أن يخالق الناس بخلق حسن، و أن يتقي الله حيثما كان، و ألا يتبع وساوس الشيطان و لا ما تدعو إليه النفس الأمارة بالسوء، فإن إتبعهما كان من الخاسرين، خسر نفسه و خسر الولي الحميم (من أساء إليه) و خسر رضى الله و رسوله في الدنيا و اللآخرة و كان من الأشقياء.

إن مقابلة السيئة بالسيئة و الإنتقام ممن أساء إليك و خاصة إذا كان من الأقربين لا يحفظ كرامتك و لا يعيد الإعتبار لك و لا يعنى قوة و انتصارا و لكن على العكس هو ضعفا و انكسارا أمام نفسك و موافقة للشيطان و حسرة و ندامة بعد فوات الآوان و الأعظم من هذا كله معصية لله و مخالفة لهدي رسوله صلى الله عليه و سلم.

يقول الله تعالى:** و الذين ينفقون في السراء و الضراء و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين** الآية 134 سورة آل عمران

فعليك بكظم غيظك و كتمانه و مجاهدة نفسك، و العفو عن من أساء بل و أكثر من ذلك تفضل عليه بالإحسان و بذل الجميل فهذا أحسن عقاب له، كما قل عمر رضي الله عنه: ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه.

ما أنبل الإنسان حين يقتدر على الإنتصار و الإنتقام ولكنه يترفع عن ذلك و يأبى إلا أن يكون من الذين يدفعون السيئة بالحسنة، ليكون ممن رضي الله عنهم و رضوا عنه، و الله نصير الأخيار من الناس.

و جهـل رددناه بفضل حلومنــا *** و لوأننـا شئنــــا رددنـــاه بالجهــــل
رجحنا و قد خفت حلوم كثيرة *** و عدنا على أهل السفاهة بالفضل

فلا يفوتنك أن تكون ممن قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عنهم: إذا كان يوم القيامة نادى مناد يقول: أين العافون عن الناس هلموا إلى ربكم و خذوا أجوركم و حق على كل امرىء مسلم إذا عفا أن يدخل الجنة.

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم فى هذا الشهر العظيم أن يجعلنا منهم .
.. وصلي اللهم وسلم على حبيبي وقرة عيني محمد ابن عبد الله .. وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم يا رب تسليماً كثيراً.