كم هو محير أمر النخبة الحاكمة في مصر التي يترأسها مبارك الطيار السابق في سلاح الجو المصري ، نخبة مافيوية على ما يبدو غارقة في المصالح الذاتية و الخاصة لدرجة خيانة الوطن و الشعب المغلوب على أمره.
نخبة نسمع منها في كل مرة أقصى درجات التبجح السياسي ، نخبة تنفي أي دور تاريخي لباقي الدول العربية مشوهة كل أوراق التاريخ ... تطالعنا عبر إعلامها المسموم بجملة متناقضات عل أبرزها الترويج لمفارقة في منتهى العجب ، إذ تنسب ضحكا على أذقان شعبها نصر أكتوبر للمصريين و تلصق نكسة 67 إلى كل العرب ... النصر لهم وحدهم و الهزيمة شركاء نحن معهم فيها .
ليس مهم يسعدنا نصر مصر و يسعدنا كل ما يخدم مصلحة الأمن القومي المصري بشكل عام ، بل و ندرك كل الإدراك نفسية الشعب المصري البطولية ... لكن معركة غزة أسقطت أخر أوراق التوت معرية النظام المباركي الذي لا باركه الله ، نظام أسقط هيبة مصر و حط من قيمتها التاريخية و أنزل الروح المعنوية للشعب المصري و العربي لأدنى مستوياتها ... نعم كل أنظمتنا سيئة و فاشلة و و و لكن من بامكانه إقناعي أن ضرب جار للجزائر كتونس أو ليبيا يشل حركة بوتفليقة أو قياداته ... ؟
السياسة حاكمها الأول هو البعد الجغرافي من هذا المنطلق لا أحد بامكانه التصديق أن مصر التي يحاصرها الخطر من كل زواية إذ يكفي القول أن إسرائيل تمتلك 200 رأس نووي حتى ندرك تفاهة سياسة مبارك التي ترى أن هزيمة حماس مصلحة لها ؟
الشعب العربي بطبعه ثوري و تضامني بل و حتى عاطفي فكيف بامكانه هضم سياسة مبارك الإنهزامية و التي يريد من الكل اتباعه لتحقيقها ... من دون شرح مبارك قاد شاخ و أصبح كل همه أن لا يزعجه أحد تحترق غزة ، تهان مصر، يُضحك على أذقان الشعب العربي ليس من شأنه كل شأنه أن يترك في متعته و هواه في أرذل و أخر سنوات عمره ...
هنيء لكم رضى أمريكا التي تصوركم بأبشع الصور في إعلامها ، هنيء لكم رضى الصهاينة الذين يتسلون بنكت مواقفكم ، أما نحن الشعوب المغلوبة على أمرنا دعونا و شأننا فلستم منا و لسنا منكم فان لم تفهموا مغزى تبرؤنا منكم فسألوا حلفاءكم أسف أقصد أسيادكم