السلام عليكم و الرحمة و البركة
ومن الطبيعي أن تسعى المرأة للحصول على زوج مناسب,كما إن ذلك حق طبيعي للرجل,فهما سواء في ذلك,وإن كانت مجتمعاتنا تحدد حركة المرأة بهذا الاتجاه.
وحق كذلك أن يطلب كل فرد أن تكون هناك مواصفات معينة في الزوج وشريك الحياة, ولكن يجب أن نعلم بأن (كامل الأوصاف) لاوجود له فلكل إيجابياته في جوانب معينة ولكل نواقصه في جوانب أخرى, وبالتالي فإن تصور (فارس الأحلام) كما تصوره الأفلام ووسائل الدعاية والاعلام يعيق كثيراً من النساء عن الزواج, كما أن تصور (كامل الاوصاف) يعيق كثيراً من الرجال عن الزواج, فينبغي أن تكون المعايير معقولة وأن تتجه الى المواصفات الأخلاقية,بدلاً من الصفات الجسدية والمالية التي يمكن أن تتغير أو تزول مع مرور الأيام.
المهم أن تطمئن المرأة أو الرجل, الى أن الزواج الذي يقبل عليه كل منهما يحقق لهما السعادة والسكون,أي الاستقرار النفسي والاجتماعي,فلايقوم أحد على زواج يعلم فشله منذ البدء,أو لايجد في نفسه الشوق والدافع اليه.
ومن هنا فإن المناسب للمرأة أن ترتب حياتها الشخصية حتى تكون مكتفية ومستقرة بذاتها, تشعر بالسعادة لشخصها وعلمها ودورها في الحياة,حتى إذا اختارت الزوج,اختارته وهي مخيرة لامجبرة,عن وعي وإرادة وقصد,دون اضطرار أو ضغط أو إكراه.
ومما يساعد على ذلك انشغال المرأة بالعلم والعمل والمطالعة واكتساب الخبرات الفنية والهوايات الفردية كالرياضة والرسم والنحت والمطالعة وترتيب الحياة اليومية بشكل لايبعث على الملل,بأن تكون هناك أوقات للراحة والاستحمام وأخرى للتسوق والتجوال في مواقع الطبيعة,ومن ثم حضور الصلوات في المساجد,فإن تلك الأخيرة تبعث في النفس الاطمئنان وتعطي الانسان معنى لوجوده وأملاً بربه في غده,كما تعرف الانسان على أهل الصلاح, والفلاح, وربما أدى ذلك الى علاقات اجتماعية بناءة, ومنها الزواج, إذ إن محدودية العلاقات الاجتماعية وعدم وجود الأصدقاء من العوائل الطيبة, وعدم الاتصال بالأقارب...كل ذلك قد يؤدي الى ضيق دائرة التعارف وبالتالي قلة فرص الزواج.
وأخيراً فإن مما يساهم في التوفيق في الزواج الاتكال على الله تعالى والطلب منه أن يختار للانسان ماهوصالح له,ومن المأثور :الصلاة ركعتين كصلاة الصبح لطلب الاستخارة من الله وطلب الحاجة منه,ومن ثم الاكثار من ذكر الله وحمده والصلاة على النبي والتصدق على الفقراء,قال تعالى : (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا) (الطلاق /2-3).