نحن نعيش الحب قبل أن نتنبه إلى وجوده، وفي هذا نقول إحدى نظريات علم النفس "إننا غالباً مانكون محبين للحب قبل أن نكون محبين لشخص معين"، ذلك أنه يدخل علينا بطريقة ماكرة، يتسلل إلى داخل أحاسيسنا بخفة متناهية. وهكذا يكفي لتورد يظهر على الوجه، أو تنهيدة أو رعشة تصدر من القلب، أننا نفضح حبنا أمام معارفنا ونحن أنفسنا لاتكون قد أكتشفنا وجوده بعد. فجأة، تنفجر بنوبات غناء، يعبر دائماً عن مشاعر المودة والحنان. ثم يلي ذلك اعتيادنا على ما يجرى التعبير عنه "بالابتسام في وجه لاشيء"، حيث تطرأ على أصواتنا نعومة غير معهودة. يبدو لنا العالم هنا أكثر جمالاً مما كان عليه قبل أن نقع في الحب، وكأنما لامست عصا سحرية وجه الطبيعة، أو أنه ازداد بهجة بضرب من السحر. ننزع إلى عمل الخير وتنفجر طيبة إلى أرفع المستويات، ليصبح لأصغر الأمور في حبنا أهمية جديدة
ولكن خلال هذا كله، نكون واعين منتبهين لسر لذيذ يسيطر علينا تمام السيطرة. ومع مرور الساعات والأيام، نجد أنفسنا وقد أصبحنا في شوق جامح لنسمع صوت خطوات معينة، وكلام شخص واحد معين لأن صاحب هذا الصوت وقائل هذا الكلام هو الذي شاء لنا القدر أن نحبه، وهو الذي تسبب بظهور جميع تلك التغيرات في حياتنا وتصرفاتنا .